اللهم احفظ زوار ابا الاحرار

السلام عليك ياحسين ، والله لن يستطيعوا منع الشيعة من ذكر الحسين وزايارته لو سقط في اليوم آلف شهيد ، ياليتني كنت معكم حقاً ...

المقال يستحق القرائة ، وستلاحظوا بأن اعينكم تنزف الدموع على هؤولاء الشهداء الكرام




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين



ان قتلونا , أو تركونا, فالأمر موحد

دمنا قرر, لن نتغير , عن آل محمد

بكم نطقنا يا حسين , لكم خلقنا يا حسين

هو صبي في الثانية عشر من عمره , آثر الا أن يرافق أصدقاءه ممن يكبروه سنا لزيارة أبي عبد الله الحسين ع مشيا , يحمل في يده كيسا صغيرا

وضعت فيه أمه بعضا من الخبز والبيض ليتزود به ما يعينه على أكمال الطريق الطويل , وهذان أخوان شابان فقيرا الحال يعملان بأجور يومية

ليعيلان أنفسهما وعائلتهما , كانا قد أستغنيا عن عمل عدة أيام ليلتحقا برفقاءهما من الجيران والأصدقاء للزيارة , وذاك شيخ كبير يحمل بيده عصا

يخط بها السير بهدوء وسكينة . هنا أمرأة قد التحفت بعباءتها السوداء وتحمل راية كتب عليها

( لبيك يا شهيد ) , وعلى كتفها وضعت طفلها الصغير

وعصبت رأسه بقطعة قماش كتب عليها

( ياحسين ) , وهنالك شاب يمسك براية كبيرة مكتوب عليها ( يا ساقي عطاشى كربلاء ) , وتمسك بذراعه

أمرأته التي لم تمض عليها سوى أيام قلائل عندما زفت لها طبيبتها بشرى حملها الاول , وأمامهم كان يمشي ذلك المعلم الفاضل مصطحبا طفلتيه

ويمسك بيده كتابا للأدعية والزيارات وينظر الى الطريق أمامه متلهفا الوصول الى حضرة أبي عبد الله ع ليقرأ هنالك زيارة

وارث .

هذه النخبة من بسطاء أهل العراق , قدمتهم هذه الأرض الطيبة الطاهرة المعطاء قربانا جديدا في ذكرى زيارة أربعين الحسين ع , عندما حدث تفجير

آثم في مدينة الاسكندرية . هي ثلة جديدة من المؤمنين من محبي آل البيت يلتحقون بمن سبقهم من شهداء الزيارات الحسينية . أنا هنا لا أريد أن أشجب ,

لا أريد أن أستنكر , لا أريد أن أبدي حنقي وأصب جام غضبي على من آثمت يداه وسولت له نفسه هذا الفعل الدنيء , أنا هنا أريد أن أحيي تلك النفوس

الأبية , أريد أن أصافح تلك الأرواح البريئة , أريد أن أخبرهم عن مدى فخري واعتزازي واحترامي لما أبدوه من تصميم واصرار على المضي قدما نحو

زيارة الحسين ع , هم لم يعيروا بالا لعدة القتل والتخويف , هم لم يعيروا بالا لتقلبات الجو من رياح وأتربة وأمطار , هم لم يعيروا بالا لما يقاسوه ويعانوه

يوميا من مشاكل وعقبات ومحن وبلايا , هم أطفال تركوا لعبهم وضحكاتهم الشقية البريئة , هم شباب تركوا أعمالهم ومصادر رزقهم , هم شيوخ تحدوا كل

ما بهم من وهن ومرض . هؤلاء كلهم قد جاءوا لهدف واحد لا غير , هدف ليس فيه نصيب من زخرف الدنيا , لقد جاءوا ليسكبوا عبراتهم هناك عند

الحسين ع , ليستعيدوا ذكرى الطف الأليمة , وليقولوا

( لبيك يا حسين ) .

لم يبق منهم بعد التفجير سوى أكياس طعامهم الممزقة , لم يبق منهم سوى راياتهم التي سقطت ليحملها عنهم أناس غيرهم ويكملوا السير بها من جديد ,

فالأم ملقاة هناك مقطعة الأوصال ولازال طفلها الصغير بقربها مرتسمة على وجهه تلك الأغفاءة الأخيرة , والشابان قد امتزجت أجسادهما مع بعضها

البعض وفارقتهما روحيهما لتشكي الى الباري كل ذلك الظلم الذي عانياه , وهذه الزوجة الشابة الجميلة قد أنطفأت في أحشاءها جذوة حياة جديدة , ماتت

ومات معها زوجها وحبيبها , وتغذى جنينها بدماء شهادتها قبل أن يتوقف هو الآخر عن اكمال مسيرة الحياة منذ البداية , ولا يزال كتاب الأدعية والزيارات

محفوظا في حضن كف مقطوعة وقد أبتعد جسد المعلم عنها لأمتار أخرى , ولا أثر لطفلتيه , ولا أثر للشيخ المسن سوى عقال وعصا محروقين .

ليس غريب عنا كل هذا الحقد , ليس غريب عنا كل هذه الدناءة , وليست غريبة عنا خسة الفعل هذه , فاذا كانت هناك أياد قد أمتدت لتحز نحر الحسين ع

ولتقطع أوصاله ولتطأ حوافر خيولهم صدره , وهو سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله ص , فما عسانا أن نتوقع ما سيصيب أحبابه ومريديه ؟ ,

فمنذ واقعة الطف والى أن يشاء الله تعالى , سيبقى هناك يزيد وزياد وشمر في كل عصر وفي كل حين , يتربصون لأتباع العقيدة المحمدية , ويعدون لهم كل

عدد القتل والدمار , ولا تتوانى أنفسهم عن هتك عرض أو قتل شيخ أو ذبح طفل رضيع , مشهد ألفناه وعرفناه نحن أهل العراق , مشهد يكون لنا معه

موعد كلما أتجهت أنظارنا وقلوبنا صوب كربلاء , لكن ............ ,

هيهات منا الذلة .

لم يعد الطريق المؤدي الى كربلاء هو مجرد طريق يسلكه الزائرون لزيارة ذلك المرقد الشريف في تلك البقعة المباركة التي تشرفت بضم تلك الأجساد

الطاهرة , أجساد الحسين والعباس وأولاد الحسين وأصحاب الحسين , لا ........ , لقد أصبح أكثر من مجرد طريق يصل بنا الى المبتغى , أنه طريق

تسمو فيه نفوس سالكيه الى أرقى معاني الانسانية , طريق يرمز الى الدعوة الى التحرر والاصلاح وتقويم الذات , أنه طريق يعلم الماشين فيه أن هذه

هي مباديء الاسلام الحقة , هذه هي عقيدة محمد ص ورسالته الى الناس , كل الناس , هذا هو منهج علي باب مدينة العلم ع , وهذه هي ثورة الحسين ع ضد

الظلم والجبروت والطغيان , فأي طريق يسمو بالانسانية الى أرفع مستوياتها أفضل من هذا الطريق ؟

بعد حادث التفجير هذا , حدثت أنفجارات أخرى في أحياء الكاظمية والدورة والزعفرانية , وكواكب أخرى من الشهداء تترى , تسلم راياتها الى جموع أخرى

لتستمر هذه في شق طريقها الى كربلاء , ويستمر هذا الحال والمنوال في كل سنة , وفي كل موعد لقاء مع أبي عبد الله الحسين ع .

هنا , وبينما أستطرق أنا مفكرا بقافلة الشهداء الجديدة هذه , أعود بمخيلتي الى واقعة الطف الأليمة , وأستذكر أخبار أصحاب الحسين ع الذين ضحوا بأرواحهم

دفاعا عن الحسين وأهله ,ودفاعا عن حمى عقيدة الاسلام , وثورة على طواغيت عصرهم من ظلمة آل البيت . لقد كانوا أنصارا للحق فذهبوا شهداءا , وأنصار

يتبعهم أنصار آخرين , فذكر الحسين في النفوس مخلد , وثورته في كل حين تتجدد , وقرابين فداء تتبعها قرابين أخرى . فهنيئا لأصحاب الحسين وزوار الحسين

فهم أفضل مني , هنيئا لأصحاب الحسين وزوار الحسين فهم أكرم مني , وهنيئا لأصحاب الحسين وزوار الحسين فقد أعطوا ولازلت لم أعط بعد .

نفسي تواقة لزيارتك يا سيدي وحبيبي ونور عيني يا حسين , فهل لي الى زيارتك من سبيل ؟



طلال الأبراهيمي


منقول